الثلاثاء، 21 أبريل 2015

التصنيف المورفولوجي للحدود السياسية

يمكن تصنيف الحدود السياسية شكلياً إلى أربعة تصنيفات رئيسية:

الحدود الطبيعية

هي الحدود التي رسمت بالاعتماد على بعض الظاهرات الجغرافية الطبيعية كالجبال والأنهار وغيرها، ويطلق عليها أيضاً الحدود الفيزيوغرافية. إلا أن التصنيف غير دقيق في واقع الأمر، لأن كل الحدود صناعية غير طبيعية لأنها من صنع الإنسان، ولا توجد حدود تفصل بين البلدان في الأصل.
الحدود مع الجبال

الحدود السياسية في جبال الهيمالايا.
تمتاز الجبال بأنها ظاهرة بارزة ووعرة وصعبة العبور، مما يجعلها لتكون حدود فاصلة بين الدول. وهناك أمثلة كثيرة على الحدود مع الجبال. كالحدود بين الصين والهند مع جبال الهيمالايا، والحدود بين تشيلي والأرجنتين مع جبال الإنديز. وتتميز الحدود الجبلية بالمنعة النسبية.
وهناك بعض العوائق والعقبات التي قد تواجه عملية تخطيط حد سياسي في الجبال، لأن الجبال تشغل مساحات؛ بينما الحدود تمثل خطوط. لذلك فإن الأمر يتطلب اتفاق الدولتين الطرفين في الحد السياسي على خط سير الحد عبر السلسة الجبلية أو الجبل، ومدى اتفاق الحد السياسي مع خط تقسيم المياه، أو سيره عند أقدام الجبل.
ويعيب الحدود الجبلية تمزيقها لأوصال بعض الجماعات البشرية المتجانسة وتقسيمها بين عدة دول، وعرقلة حركتها، بالإضافة إلى بعض العقبات الفنية حول تحديد ضيق لبعض الاصطلاحات المستخدمة، كخط تقسيم المياه والحواف وأقدام الجبال وأعلى القمم. فضلاً عن تأثير عوامل التعرية مع الزمن على تغير موضع الحد السياسي بتغير موضع خط تقسيم المياه.
الأنهار كحدود دولية

خط الحدود السياسية يمر وسط نهر شط العرب، ليفصل بين العراق وإيران.
تتفق بعض الحدود السياسية مع الأنهار. وبرغم ما تتمتع به الأنهار من مميزات، من حيث كونها ظاهرات واضحة على الخرائط وفي الطبيعة، إلا أن هناك بعض العوائق التي تعتري اتخاذ مجاري الأنهار حدود سياسية، منها أن الأنهار في الأصل هي عوامل وصل وتوحيد أكثر منها عوامل فصل وقسيم. مما يترتب عليه الفصل التعسفي بين جماعة عرقية واحدة حول المجرى النهري. مثل ذلك مشكلة عربستان، حيث تفصل الحدود في شط العرب بين مجموعات عربيةأصلها في العراق وامتدادها في إيران الحالية.
ويسير خط الحدود في الأنهار إما مع ضفة من ضفتي النهر، أو مع الخط الأوسط للنهر، أو مع خط وسط المجرى الملاحي، وهو ما يعرف بخط الثالوج.
ومن الملاحظ أن الأنهار غير مستقرة، حيث أنها تغير مجراها كل فترة من الزمن، كما أن ضفافها غير ثابتة بسبب الفيضان والنحت والإرساب. ويعد نهر الريو غراند الذي تسير معه الحدود السياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية والولايات المتحدة المكسيكية [47] من أوضح الأمثلة على تغيير الأنهار لمجاريها.
وقد اتخذت العديد من الدول مجاري الأنهار أو قطاعات منها حدوداً سياسية بينها، معظمها في صراعات حدودية فيما بينها، ومن أمثلة ذلك:
  • نهر الدانوب وروافده بين دول شرقي أوروبا
  • نهر السنغال بين السنغال وموريتانيا.
  • نهر ميكونغ بين كل من تايلاند وكمبوديا وفيتنام ولاوس وميانمار
  • نهر شط العرب بين العراق وإيران.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق